المغربي: “تنمية مهارات الاتصال في الحوار” ضرورة لنجاح المبتعث – دورة عقدت بغرب لندن وشارك فيها 26 سعوديًا

Talal Saudi TVأقيم في غرب لندن، دورة بعنوان “تنمية مهارات الاتصال في الحوار”، وذلك يوم الأحد 9 ديسمبر 2012م، في الفترة من 3:30 – 9:00 مساءً، حاضر فيها الدكتور طلال أحمد المغربي، المدرب المعتمد من مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني. حضرها 29 مشاركًا (26 سعودي + 3 عرب منهم 2 من العراق و 1 من الكويت)، يمثلون درجات علمية مختلفة (بكالوريوس– ماجستير– دكتوراه– موظف).
وقد تطرقت الدورة للعديد من النقاط، وأبرزها: لقطات من حوارات لا تمثل نماذج جيدة للحوار، ماذا نريد من الحوار؟، كما تم عرض نماذج من الحوار في القرآن الكريم، بدءً بحوار الله سبحانه وتعالى مع الملائكة، وهو أقدم وأول حوار على الإطلاق، له علاقة بعالم الإنسان حيث (البدء كان في الحوار)، وكان الحوار قبل خلق الإنسان، وهو محور حوار الله مع الملائكة. لذا، فالحوار هو المنطلق في علاقة الإنسان بالإنسان، والغاية متوجهة للإنسان لكي يمعن ويتخلق بالحوار، ويكون منهجه في الحياة والتعامل مع الآخرين، وأخذ العلم ليكون هو المقوم الحقيقي للحوار (يبدأ الحوار من العلم وينتهي إلى زيادة في العلم).
وأوضح المحاضر أنه كان هناك وجه آخر للحوار، حيث ضرب الله لنا مثلاً بليغًا فوق تخيل الإنسان بتحاوره مع إبليس، الذي عصى أمره، مما يوضح أن العصيان لا يمنع من الحوار واستنطاق وجهة النظر المغايرة والبوح بها. لذا، فإن الحوار ممكن مع أي إنسان إذا اقتضت الضرورة، مهما كانت صفته ووضعيته، مشيرًا إلى أن الآية كشفت عن الخطيئة التي قادت إبليس إلى أن يخالف أمر الله، وهي التكبر، والتي هي من أسوأ الحالات التي يبتلى بها الإنسان.
وبعدها انتقل المحاضر إلى الحوار في السنة، بحوار الرسول صلى الله عليه وسلم مع سهيل بن عمرو في صلح الحديبية، عندما رفض سهيل كتابة (بسم الله الرحمن الرحيم)، كما رفض كتابة كلمة (رسول الله)، وتم إيجاد محاور التقاء للوصول لصيغة تفاهم مع استيعاب عقيدة الآخر وأفكاره المؤمن بها، دون المساس بديننا، وبالتالي حقق الرسول عليه السلام الغاية من الحوار.
وبحكم أن الأغلبية مبتعثين، فقد تطرق المدرب لرحلة الابتعاث والبحث العلمي، خاصة لطلاب الدكتوراه، وهي تشمل قدرة الباحث على أن يبحر في الأبحاث السابقة، ونقدها وتقبل كل الاختلافات البحثية، وأيضًا تقبل النقد لدراسته وبحثه، وإيجاد كل السبل التي تقوده للنجاح في 4 سنوات، هي رحلة الدكتوراه، وهو قرار فردي لتقبل الآخر، وإيجاد آليات للنجاح والحوار.
وأوضح المحاضر أنه “بدون الاختلاف لا توجد استمرارية في الأبحاث العلمية. وبالتالي يمكن لنا الاختيار أن نكون إيجابيين ونستوعب الآخر متى قررنا التغيير للأفضل، والاستمرار في النجاح، والاتصال الفعال مع المجتمع”، مستشهدًا بقصة الصقر.
وبين المغربي أن “للحوار 3 محاور رئيسية، وهي: العلم والفكر والثقافة، تقودنا لحسن الإنصات، وبالتالي ينتج عنها مهارة في التواصل. فالإنسان الذي: لا يحاور الناس، لا ينصت لهم، لا يقدم لهم رأيه بشكل جيد، لا يتوقع له حواراً ناجحاً”.
وعرض المحاضر لأهمية التواصل، وأن التواصل عملية معقدة، وتعقيدها يكمن في آلية فهم الآخر للرسالة التي تمر بمؤثرات خارجية كثيرة قد تغير من هدف الرسالة الأصلية، وبالتالي لكي تصل الرسالة وتكون سهلة الفهم استشهدنا بحديث عائشة رضي الله عنها: ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسرد كسردكم هذا، ولكنه يتكلم بكلام بيّن فصل يحفظه من يجلس إليه (رواه أبو داود والترمذي)، وعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثًا حتى تفهم عنه (أخرجه البخاري).
ولتطوير مهارات الاتصال تم عرض نقاط مهمة لذلك، مثل: الوضوح Clarity، الدقة Accuracy، الموضوعية Objectivity، الإيجاز Concise، التسلسل المنطقي Logical sequence، الإقناع Convinced.
وليكون التواصل فعالاً لا بد لنا من تفعيل مهارة الإنصات والتفاعل الوجداني مع المتحدث، ولهذا تم عرض نماذج لتحسين فعالية الإنصات للخبير العالمي ستيفن كوفي في الإنصات والتفاعل، وأيضا تم عرض ما يسمى العصا الهنديةhttp://www.youtube.com/watch?v=HUxi-Zc45tA من نماذج ستيفن كوفي وتم تطبيقه كنموذج في الحوار في الدورة، ليكون نموذج للحوار والإنصات في حياتنا اليومية.
وتتمثل الفكرة في أن يمسك المتحدث بعصا أو مرسام أو قلم عند الحديث للآخر، ولا يتم مقاطعته حتى يتم الانتهاء الكامل من إيصال رسالته أو فكرته، ويحس هو شخصيًا بأنه قد تم فهمه من الطرف الأخر، وبعدها يتم تسليم العصا أو القلم للآخر، ولا تتم مقاطعته حتى ينتهي من الحديث. تكرار التمرين في حياتنا اليومية سيزيد من مهارات الإنصات لدينا، والتي تساعدنا في فهم الآخر والتفاعل معه.
وقد تم التطرق لمعوقات الإنصات في حياتنا اليومية، مثل: عدم مناسبة الزمان أو المكان، تباين اللغة المستخدمة (الاختلاف في اللغة أو اللهجة، عدم وجود مرجعية للحوار، غياب الإنصات، الشرود الذهني، الأحكام السابقة، الوضع النفسي للمنصت، نحن نسمع ما نحب أن نسمع. وأيضا كأسرة تم نقاش معوقات الاتصال والحوار الفعال مع الأطفال، مثل: السباب، السخرية، اللوم والتوبيخ، الصراخ، التوقع السلبي، المقارنة بالآخرين، التهديد المستمر.
علمًا بأن الإنسان يتم بناء شخصيته بنسبة 80-90% في السبع سنوات الأولى، 10-20% حتى عمر 18 سنة حيث تكتمل البرمجة، خلال الفترة الأولى يتلقى معظم الأطفال 50000-150000 رسالة سلبية مقابل 400-600 رسالة إيجابية وهي سبب الانحراف – التخلف الدراسي – العقوق. الطفل غالبا ينطبع بالصفات التي تلتصق به. تعاهدنا على تغير كلمات حوارنا لتشمل أنت إنسان طيب – خلوق – مطيع – محب لإخوانك – تحب القراءة والمذاكرة.
كما تم عرض نموذج ألبرت مهارابيان من جامعة هارفارد، وهو أن 93 % من عملية الاتصالات تكون غير ملفوظة، حيث تمثل الكلمات والألفاظ 7%، نبرة الصوت 38%، وحركة الجسد 55%، وتم عرض لقطات للدكتور محمد العوضي كنموذج في استخدام لغة الجسد، وأيضًا مقتطفات من http://www.youtube.com/watch?v=e29wnirGYdc.
وقد كانت آخر المحاور حول أخلاقيات المحاور الناجح، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أقربكم مني مجلساً يوم القيامة، أحاسنكم أخلاقا). تم ذكر بعض الاستراتيجيات المتبعة مثل التفريق بين الفكرة وصاحبها، اللباقة وهي أن تقول أكره الأشياء وأقساها بأرق العبارات وأحلاها، عدم رفع الصوت.
من التمارين المهمة في الدورة بين المشاركين هو التطبيق الفعلي للحوار، وتقبل الرأي الآخر، مع تطبيق مهارات الإنصات والاتصال، وقد تم اختيار مواضيع هامة تتناول حاليًا في المجتمع السعودي أو تويتر وتخص المبتعث في بلد الابتعاث، ومنها: هلكوني، غش (بعض) المبتعثين في المراحل الدراسية للحصول على الشهادات العلمية، المراقبة الالكترونية للزوجات (نظام الجوازات السعودي)، العنصرية في بلاد الابتعاث.
وعن آراء الحضور في الدورة، أفاد المبتعث خالد القاسم أن تقدم الدورة على يومين لأهمية المعلومات، ولكي يكون هناك فرصة أكبر للتطبيق، خاصة مع احتياج المبتعثين لمثل هذه الدورات والمواضيع المهمة. كما اقترح أكثر من مشارك إعادتها لأعداد المبتعثين الكبيرة في لندن خاصة.
بينما أشاد طالب البكالوريوس عبد الله مقادمي، والذي حضر من مدينة مانشستر لحضور الدورة، بالفائدة والأمثلة العملية والتي سيعمل على تطبيقها لتعود بشكل ايجابي في حواره وإيصال أفكاره بطريقة فعاله وحضارية. فيما تمنى المبتعث صهيب البراء رئيس الجمعية الإسلامية بجامعة برونيل، أن تعاد باللغة الإنجليزية لكي تصل لشريحة أكبر ويستفيد منها الطلاب المسلمين في جامعة برونيل.
ويمكنكم مطالعة ألبوم الصور عبر هذا الرابط:

دورة الحوار - مهارات الاتصال والتواصل

 رابط الخبر في MVR

http://mvrmedia.net/main/Content/دورة-بلندن-حول-مهارات-الاتصال-في-الحوار-يلقيها-طلال-المغربي

http://mvr-group.net/news-action-show-id-3226.htm

اعلان الدورة

 Training

Comments are closed.

  • Facebook
  • LinkedIn
  • Twitter
  • Flickr
  • YouTube
Please Fill Out The YT (Youtube) Slider Configuration First